لا تُدخِل أحداً إلى غرفة نومك...

العادات تكبّل أقدام الرجال، و أقدام و أيدي النساء:
كم من رجل انتهى طموحه بسبب الأطر الضيقة للمقبول؟
كم من امرأة انتهت حياتها بسبب التفاف الموروث حول عنق أحلامها؟
كم من علاقة حب انتهت بسبب القال و القيل؟
كم من حلم انتهى بسبب فشل و استسلام؟
كم من شخص غادر النجاح بسبب -ما يسميه- الصدمات بالآخرين؟
كيف يحدث ذلك بشكل علمي:
في جزء من الأمر: يوجد في الجسم ما يسمى اللوزة (amygdala) و هي منطقة في الدماغ لها شكل حبة اللوز، مسؤولة عن الاستجابات العاطفيّة: كالخوف من كلام الناس، القلق حول الخروج عن السائد و المتعارف عليه، كالعدوانيّة في حال اقتراب الآخرين من صنم الأنا غير الناضجة.
هذه اللوزة موجودة في كل نصف كرة دماغية، لتبسيط وظيفتها، يمكن الاعتبار بكونها.. تتفعّل في حال الانفعال و عدم الثبات العاطفي..وحجمها يختلف باختلاف مقدرة الفرد على السباحة عكس التيار، عدم الاستسلام، التحديّ و البداية من الصفر، أي أن اللوزة تتفاعل- تؤثر و تتأثر- بمقدرتنا على الاستمرار.
العظيم هو أنك تقدر باستخدام عقلك على التحكم في وظيفة و حجم اللوزة، و هذا ما تفعله المعالجة النفسية في حالات متلازمة ما بعد الرض النفسي Posttraumatic stress disorder مثلاً.
لا يوجد زرٌ تكبسه فتصبح إنساناً ذو إرادة حديدية، لكن استخدامك المستمر لعقلك و بعدك عن اتباع الآخرين -وخاصة اتباع الموتى- دون تفكير يكفل حتماً تغييراً جوهرياً في بنية دماغك.
يوجد قرارات في هذه الحياة لا يجب لها و لا بأي شكل من الأشكال أن تقترب من رأي الآخرين: ك : الزواج، الطلاق، الإنجاب، الحلم العقلاني: هذه القرارات شخصيّة بحتة و لا يصح بأي شكل اتباع أياً كان فيها...
إن إدخالك لأي طرف في هذه القرارات، يشبه إدخالك لذات الطرف إلى غرفة نومك.
ستأسلني: من الذي يحدد عقلانية الحلم:
و سأجيبك الطب النفسي...
اقرأ المزيد :
عناوين القمر والشمس-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي14-